إلى منتحلي صفة الثورة
قرأت على موقع أحد الأحزاب اليمينية اللبنانية من ثورجية آخر زمن، ما أثار سخريتي من مستوى تفكيرهم المتدني. يتفلسفون بتَوجيه سؤالٍ للرئيس حسان دياب "من أين له هذا". ولو تعلمون سبب سؤالهم هذا!! حسب قولهم، لأنه مضى فترة طويلة على استقالته وهو ما زال دون عمل، فمن أين يأتي بالمال الذي ينفقه؟
يسألون الرئيس دياب كيف يعيش وعائلته ككل الناس، ولا يسألون ذلك لمن يملك يختاً أو قصراً أو استثمارات وأموال لا تأكلُها النيران. تصوروا أنهم يسألونه فقط لأنه يعيش بلا عمل منذ تركه للسراي... فالـمُستَهجَنُ عندهم هو كيف يعيش الإنسان بكرامة، وليس كيف أصبح الآخرون أثرياء على حساب الوطن، وبلا كرامة.
الأولى بالأشخاص المؤدبين أيها السادة، أن لا يتطاولوا على أناسٍ محترمين من مستوى الرئيس دياب ومن مستوى قيمته الأخلاقية وكفاءته وسيرته. إنه رئيس حكومةٍ يُشَرِّفُ المناصبَ التي يعتليها، بنزاهته وعِفَّتِه.
صحيحٌ ليس للرئيس دياب ميليشيا، أيها الهواة، ولكن كل قلوب المواطنين الشرفاء تحمل له المحبة والاحترام والتقدير. ولا يستطيع النيل منه الذباب الإلكتروني الذي يمتهن الثرثرة واللقلقة. ربما تظنون أنكم اكتشفتم الذرة وكافحتم الفساد بتطاولكم عليه، ولكنكم واهمون ولا ترون الفساد المعشعشٌ حولكم.
ليس الرئيس دياب هو مَن يُسأل "من أين لك هذا"، بل اسألوا الذين هدروا المال قبله وبعده بجنون، وأبرموا عقود الشوكولا الفاخر "باتشي" والمأكولات من أفخم المطاعم. تلك العقود التي ألغاها الرئيس دياب فور تَسَلُّمِهِ مَهامِّه، وطلب منهم أن يُدَلِّلوا أنفسهم وضيوفهم على حسابهم وليس على حساب الخزينة، وما زال أصحاب تلك العقود يحقدون عليه منذ ذلك الحين.
بقلم علي خيرالله شريف