كاد الرئيس دياب أن يطيح بهم
إذا كان رئيس الحكومة سنياً ورئيس المجلس شيعياً ورئيس الجمهورية مارونياً، فإن ذلك لا يعني أن يعمل كل منهم فقط لطائفته، كما لا يعني أن يُجَيِّشَ كلٌّ منهم طائفته لتكون ميليشيا له فتدعمه مُخطِئاً كان أم مُصيباً، فاسداً كان أم نزيهاً، بل إن كلاً منهم يصبح بعد تبوُّئه سُدَّةَ المسؤولية لبنانياً فقط فيعمل لمصلحة كل اللبنانيين كمواطنين وليس كأفرادٍ من القطيع.
وعلى طائفته إن أرادت أن تكون
لمصلحة الوطن وأن تعمل لمصلحتها كسمعة ومبادئ وقِيَم، أن تنبذ الفاسد منها لا أن تضع
حوله الخطوط الحمراء، فيزيد هو في فساده وفي تلطيخ سمعة طائفته وفي سرقة الوطن. وإن
أرادت الطائفة أن تعمل الصواب فلتبادر إلى نبذ الفاسد منها ورفع الغطاء عنه وتحويله
إلى المحاكمة، فتكون هذه الطائفة ناصعة ونقية، تربي أبناءها على الاستقامة. أيرضى الأب
في المنزل أن يكون ولده سارقاً ومنحرفاً وذا سمعة ملطخة بالفساد؟ وأكثر من ذلك، فلتقدم
كل طائفة خيرة أبنائها وبناتها لخدمة الوطن. "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".
ليطبق كل منهم شعائره كيفما شاء
لنفسه، أما كوظيفة رسمية فلا يجوز له أن يُظهر عقيدته ويتباهى بها أمام الآخرين فيخلط
الطائفة بالمواطنة وبالعمل العام والإنماء الشامل الكامل .
والرئيس الدكتور حسان دياب هو
من روحية "الرئيس لكل لبنان"، ولا يمكن بناء وطن حقيقي إلا بهذه الروحية.
وقد تآمر عليه الطائفيون والفاسدون والميليشيون لأنه كاد يطيح بهم وكاد يسلبهم شعبيتهم
عبر توعية الناس لمصالحهم. وتآمرت عليه الدول المتدخلة في لبنان، لأن أداءه كاد يطيح
بنفوذها في لبنان، ذلك النفوذ الهادف إلى إبقائه تحت سيطرتها. وكذلك تآمر عليه البنك
الدولي لأنه رفض شروطه الإذلالية، وكان معه مفاوضاً شرساً يقف عند النقطة والفاصلة
لكي لا يفرط بنقطة من حق وطنه، ولا يسمح بفاصلةٍ تفصله عن رؤية أي خلل ومعالجته. بسبب
ذلك كلِّه تآمروا للإطاحة بحكومته لأنه كاد ان يطيح بفسادهم وبهم.
(علي خيرالله
شريف)